فاتحة مرشيد بين الاستدعاء والترجي

 

وجدان عبدالعزيز:

 

الشعر كونه مرموزات لاتنتهي الا عند ضفاف مخلقة من قبل الانسان الشاعر لذا فمن عطاءاته بناء مظلات وهمية تحتها تكون لغة الصمت ناطقة ويكون البوح متسربلا على قدر جرأة واستطاعة الشاعر.. من هذا ارى الشاعرة فاتحة مرشيد ترتدي الظهور المتدرج تحت مظلاتها الشعرية لتلقن صويحباتها درسا في البوح غير عابئة بتزلفات المجتمع الذكوري وحالة الازدواج التي تكتنفه .. تقول:

( تعال نمطر

ونبلل

بالملام لحفانا)

ثم تحاول تبادل الامكنة بجرأة الامرأة القوية بقولها :

(تخيفك لهفتي

بالمطر

انت الظاميء

الازلي

لقطرات الندى

ترتشفها

خلسة

من براعم الفجر

المنسية

تمسح الشفاه

بكف

وبأخرى

تصافح الاشواك

زاهيا

تحتمي

من الحب بمطرية)

ثم انها تبحث بجدية كي تحتمي من ضعفها بقوة تستدعيها من رجل تفترض الاقتران به ..

(اريد رجلا

يعيدني اليّ)

أي يقينا اتلمس فيه انسانية حقيقية ليس تزلفا لانوثتي فقط ، وتتعالى نبرة الاستدعاء والترجي بخطابها التالي ..

(انا بعض رضاك

فهل رضيت

بأنثى

تجلب الاقاصي

تروضها

على العتبات الأليفة)

بيد انها تذعن للامر الواقع كونها انثى لاشك في ذلك او انوثتها كالقدر ..

(قدري

ان اختلق لصمتك همسا

واضع يدي

في مهب اللمس

علني الاقيك)

تريد ان تقول ضعفي هذا ، فهل لديك مايخرج جرأتي فانا

(مامن اقاص

تغري

غير سفري فيك)

(وكيف احميك

من عطشي

حين تنساب

بكأسي

وحين تدور

برأسك الاقمار)

ثم تبعثر كلمة (ت ع ا ل ) لتكون في مأمن الاستدعاء على كرسي الاعتراف وباصرار لكشف لثام الكلام ..

(تعال نلبي

ندا الطبول

ونسقط عنا

الكلام الملثم)

وتبدأ الصراحة اكثر وضوحا حتى تصل الى الاقتراب ..

(تعال نغرد

فطيور الليل

يداعبها الفجر)

(تعال

في نفس اخير

نلم اصداف الكلام

في عقد القبل)

وتتزايد الصراحة والبوح لان الشاعرة وجدت نفسها وما اروع ان يجد الانسان ذاته ليأتي مخاض التعبير متكورا داخل اسئلة قلقة بيد انها قائمة الوجود ..

(وتسألني …)

ليتم الاعلان ب(احب ضعفي

ولايخجلني البكاء)

لماذا ؟ لانه(عذراء

من كل انتماء)

أي انسانة حرة غير ان حريتي بمقياس الاختيار الصحيح أي ضمن نواميس وليس فوضوية ، لذا

(يلزمني عمر

لاستعيد طفولتي ..

تلزمك طفولة

لتكبر بقلبي)

هذا هو طريق فاتحة مرشيد طريق محفوف بالبحث الحذر رغم انها شاعرة حالمة قد تعيش في بروج محلقة بعيدا عن ارض الواقع ، لكن مجسات الانسانة الانثى الحذرة تنزلها الى حضن الواقع واقع الانثى التي تستقبل مستحقات الجسد بارتخاء يليق بها ..

(اسندني

فقد وهن القوام

وغيمة بليلي

يحلو لها المنام

على عشب صدرك)

وهكذا تظل حدائق الشعر حافلة بالكثير ولكل ذائقته في اختطاف مايحلو من الورد ومايستلذ من الثمر واني اقف متلفتا ذاعنا لاعلاني باني اقف دون ان اصل الى كل ما ارادت ان تصل اليه الشاعرة او اصابني العجز في فك بعض الرموز لكلمات المبدعة فاتحة مرشيد ضمن حيثيات الموضوع واكيد اكيد لم اصل بعد وقد تكون لي جولات اخرى في حدائقها …

 

10/12/2007

مركز النور

www.alnoor.se

www.kitabat.com