شعر

المركز الثقافي العربي، بيروت/الدار البيضاء، 2010 

حائز على جائزة المغرب للشعر 2010

 مقتطفات من ديوان ما لم يُقل بيننا

جريحان

نَحْتَرسُ من ليل

انتظرناه طويلا

وكان أقْصَرَ من لذّة

تَنْقُرُ دقائقُه

على تَعَبنا

كوهْم بهدوء

وقد كان حلمنا

وَعْدا بصخب

***

جريحان

والعتمة للضوء

نسيان

وشفاه

بطعم الرماد

تبلّلُ

جَمْر العتاب

***

في المَمَرّ المُفضي إليكَ

تَسْتَبْقيني واقفة

كنخلة

لا تُحسن الخُضوع

***

أرفعُ أغْصاني

إلى السّماء

نحو أغواري

***

كم يلزمكَ من رحيلٍ

لتعُودَ أكثر!

***

جريحان

وهذا الليل مُتربّصٌ

كخطيئة

مُشرَعة على السّماء

وأكُفٌ

لا ترى مُبرّرا

لمصافحة القمر

***

كم يلزمُني من مجيءٍ

لأبتعدَ أكثر!

***

جريحان

وتطِنُّ كؤوس

كخيبة ظن

وهذا الحرُّ في شماتة

يُثلج الحواس

وتسقط ُالأعضاء

عن بعضها في ضَجر

***

كم يلزمُنا من سقوط

لننهض أكثر!

***

تَسْتَدْرجُني

لاختبار الحواس

وقد فرغَ الصَّدر

إلاّ من ضيقه

وأنامل

تُلملم توتُّرها

وليل

مُلائمٌ للضياع

أكانتْ مُحاولة

انعتاقٍٍ

من قيود الجسد؟

أم كانت ذريعةً

لإحكام القُيود؟

أم لأن الأسرَّة بلا ذاكرة

قرّرْتِ دفني

بسرير الذاكرة؟

***

ليلٌ

يَخْتَلِسُ فرحة

كانت تَسْبِقُني إليك

يَتثاءبُ

كحبر عقيم

ويغفو في الوريد

***

لا شيءَ

يَشِعُّ من ثقب جدار

انتصبَ بيننا

ولا شيءَ

يحْفَظُ لنا

صِدْقَ الرّعشات

***

مصباحٌ خافتٌ

كبوح مُسْتَعْص

يستفزُّ

طلقات طائشة

من فم امرأة

تتحرَّرُ من جلدي

وتمضي

حُرّةً منك

***

نورسة

أحمل ذاكرة السُّفن

وأنطوي كمحارة

على سرِّ المِلح

وتتقاذفُني المَرافئ

كلّما تسرّب في الشريان

شُعاع منار

أُعَبَّئُ حلمي

في المرايا

كيْ أهتدي إلى ملامحه

وسط الزّحام

وأفُضُّ الكلام

من دبابيسه

علّ الكلام يُحلّق بي

حيث

يعانقُ الحسُّ معناه

أغمضُ العينين

لأبْصِر حدائق الرّوح

علّ الرّوح

تستحيلُ ندى

والقلبُ

خفقان وردة

***

أيُّها العابثُ بي

في ارتجال

تتفتحُّ الورود

من شَغَفِها بالسّؤال

تجَِفُّ

وما بَزَغَ السّؤال

***

تعلّمْ

كي تحبَّ

أن تحتضر قليلا

***

ذهبْنا

أبْعَدَ من الحب

حيث تبدأ ُ

اللاَّ مبالاة

أتبَعُ ماءكَ

في تدفُّقِه

نحو الغد

وكالرّيح

أُعِيدُ اختراع اللّمس

***

أتَجَاذَبُ مع صُوَرٍ

عُمْري المُضاعَفُ بك

***

أنْحَني

أتعثّر

أتبعْثر

أتكسّر

أتوطّد

أنهض

أستقيم

أعشقُ انعكاس

ذاكرتي

على سطح الماء

***

كلّما خطَوْنا

خُطوة إلى الخلف

سبقْتُ حَتْفِي

إليك

***

أزْرَعُ المسافات

تفَّاحاٍ

لأنْضج في الغياب

***

التقينا صُدفةً

أحبَبْنا صُدفةً

وهذا الوجَعُ

الذّي يتسرَّبُ

إلى حقائبَ مُتعبة

على رصيف القَرار

نُطْفَةٌ

سقطَتْ صُدفةً

في رحِمِ العِناد

***

خُدْني

***

خُدْني

إلى نهاية أُخرى

حيث الصُّدفُ مواعيد.